أحكام قضاء الحاجة وآدابها
سبق وأن بيَّنَّا أن المياه تنقسم إلى ثلاثة أقسام: الماء الطهور:
يجوز استعماله في العبادات وفي العادات، والماء الطاهر:
يجوز استعماله في العادات فقط، والماء النجس:
لا يجوز استعماله في العبادات ولا في العادات.
ودرس اليوم إن شاء الله تعالى عن أحكام قضاء الحاجة وآدابها.
معنى قضاء الحاجة:
يقصد بقضاء الحاجة في الفقه الإسلامي:
"العملية الطبيعية التي يُخرج بها الإنسان الفضلات من جسمه من مخرجها المعتاد أو ما يقوم مقامه".
قولنا (العملية الطبيعية): لأن هذه العملية فطرية جعلها الله في كل إنسان.
قولنا (الفضلات): معناها: أن الجسم يقوم بعملية إخراج ما لا يحتاجه،
والفضلات المقصودة هنا هي: خروج البول، وخروج الغائط، وخروج الريح، وخروج المذي، وخروج الودي.
قولنا (المخرج المعتاد): أي: المكان الذي تخرج منه الفضلات من جسم الإنسان في العادة وهو: القبل أو الدبر.
قولنا (ما يقوم مقامه): أي: المكان الذي تخرج منه الفضلات على غير العادة،
كالأكياس التي توضع للمرضى وتكون موصولة بفتحة في البطن.
أحكام وآداب قضاء الحاجة:
إذا أراد الإنسان قضاء حاجته فعليه أن يلتزم بما يلي:
- الذهاب إلى مكان خالي لا يراه فيه أحد من الناس.
- قضاء الحاجة يكون في مكان لا يؤذي فيه الناس، مثل: وسط الطريق،
تحت الأشجار، الأماكن التي يستريح فيها الناس، الأماكن التي يوجد فيه الظل.
- لا يدخل معه شيئا فيه اسم الله أو ذكر الله تعالى إلى مكان قضاء الحاجة.
- أن يقول قبل الدخول إلى مكان قضاء الحاجة: "بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث".
- الدخول إلى مكان قضاء الحاجة يكون بالرجل اليسرى.
- الجلوس لقضاء الحاجة حتى لا تنتشر النجاسة في المكان أو على جسمه أو ثيابه.
- يُكره أن يبول الرجل قائما بغير عذر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى ذلك.
- عدم استقبال القبلة (لا يجعلها في وجهه) أو استدبارها (لا يجعلها من خلفه) عند قضاء الحاجة.
- عدم الكلام عند قضاء الحاجة.
- يجب الاستنجاء أو الاستجمار بعد الفراغ من قضاء الحاجة.
- الاستنجاء: هو استعمال الماء لغسل المكان الذي خرجت منه الفضلات، أما الاستجمار:
فهو استعمال غير الماء لتنظيف المكان الذي خرجت منه الفضلات، كالحجر والورق وقطع القماش ونحو ذلك.
- الاستنجاء يكون بالماء الطهور فقط، ولا يكون بالماء الطاهر (كالعصائر والشاي ونحوها)، ولا يكون بالماء النجس.
- لا يجوز الاستجمار بالعظام أو بالرَّوث (فضلات الحيوانات).
- الاستنجاء والاستجمار يكون باليد اليسرى، ويكون ثلاث مرات أو أكثر حتى تزول الفضلات عن جسم الإنسان.
- الخروج من مكان قضاء الحاجة يكون بالرجل اليمنى.
- أن يقول بعد الخروج من مكان قضاء الحاجة: "غفرانك".
هذه أحكام وآداب قضاء الحاجة وكلها موجودة بحمد الله تعالى
في الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن عظمة ديننا الحنيف أنه لم يترك شيئا ينفعنا إلا وبينه لنا وعلَّمنا أحكامه وآدابه،
فالحمد لله الذي علمنا ما نفعله من الطهارة والنظافة عند خروج الفضلات من أجسادنا.
أسئلة تدريبية:
بعد قراءة الدرس وفهمه الرجاء محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة في التعليقات لتثبيت المعلومات:
1- ما معنى قضاء الحاجة في الفقه الإسلامي؟
2- ما هو نوع الماء الذي يجوز استعماله في الاستنجاء بعد قضاء الحاجة؟
3- ما هو الفرق بين الاستنجاء والاستجمار؟
4- متى يكون استعمال الرجل اليمنى (عند الدخول أو عند الخروج من مكان قضاء الحاجة)؟
في انتظار مشاركتاكم واستفساراتكم...لا تترددوا، فلا حياء في طلب العلم.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
======
والله اعلم
======
والله اعلم