


أما بعد أعزائي الأعضاء ومرتادي منتدانا وزوارنا الأكارم :

المعنى الاصطلاحي والعقدي لكلمة الرافضة أو الروافض:
جمع رافضي. والرفض: بمعنى الترك. قال ابن منظور: الرَّفْضُ: تركُكَ الشيءَ.تقول: رَفَضَني فَرَفَضْتُه، رَفَضْتُ الشيءَ أَرْفُضُه وأَرفِضُه رَفْضاً ورَفَضاً: تركتُه وفَرَّقْتُه (لسان العرب، لإبن منظور، 7/ 156).
والرافضة في الاصطلاح: هي إحدى الفرق المنتسبة للتشيع لآل البيت، مع البراءة من أبي بكر وعمر، وسائر أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا القليل منهم، وتكفيرهم لهم وسبهم إياهم.
قال الإمام أحمد - رحمه الله - تعالى -: « والرافضة: هم الذين يتبرؤن من أصحاب محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويسبونهم وينتقصونهم »
وقال عبدالله بن أحمد -رحمهما الله - تعالى -: « سألت أبي من الرافضة؟ فقال: الذين يشتمون - أو يسبون - أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما -».
وقال الإمام أبو القاسم التيمي الملقب (بقوام السنة) في تعريفهم: «وهم الذين يشتمون أبا بكر وعمر -رضي الله عنهماو رضي عن محبهما ».
وقد انفردت الرافضة من بين الفرق المنتسبة للإسلام بمسبة الشيخين أبي بكر وعمر دون غيرها من الفرق الأخرى، وهذا من عظم خذلانهم -قاتلهم الله -.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - تعالى -: « فأبو بكر وعمر أبغضتهما الرافضة ولعنتهما، دون غيرهم من الطوائف ».
والرافضة لقب من الألقاب التي تطلق على الشيعة عموما والمشهور في أصل هذه التسمية هو ما ورد عن الإمام زيد بن علي رحمه الله أنه أطلقها على الذين رفضوا القتال معه ضد الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك، بعد أن علموا أنه لا يتبرأ من الشيخين رضي الله عنهما.
قال البزدوي أحد المؤلفين في الفرق عند البحث عن مذهب الروافض: «وإنّما سموا روافض، لأنّهم وقعوا في أبي بكر وعمر فزجرهم زيد (بن علي رحمه الله) فرفضوه وتركوه فسموا روافض». « أُصول الدين: 248.»
وقال الأصمعي: "كانوا قد بايعوا زيد بن علي ثمّ قالوا له: ابرأ من الشيخين (يعني أبا بكر وعمر رضي الله عنهما) نقاتل معك فأبى وقال: كانا وزيري جدّي (يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم) فلا أبرأ منهما، فرفضوه وارفضوا عنه (يعني ابتعدوا عنه أو تفرقوا عنه)، فسمّوا رافضة، وقالوا الروافض ولم يقولوا: الرفاض لأنّهم عنوا الجماعات. « الفرق بين الفرق: 35.»
يقول أبو الحسن الأشعرى: « وكان زيد بن علي يفضل علي بن أبي طالب على سائر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويتولى أبا بكر وعمر (رضي الله عنهما)، ويرى الخروج على أئمة الجور، فلما ظهر في الكوفة في أصحابه الذين بايعوه سمع من بعضهم الطعن على أبي بكر وعمر، فأنكر ذلك على من سمعه منه، فتفرق عنه الذين بايعوه، فقال لهم: «رفضتموني»، فيقال: إنهم سموا رافضة لقول زيد لهم رفضتموني، وبهذا القول قال قوام السنة، والرازي، والشهرستاني، وشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمهم الله جميعا.
يقول البغدادي في «الفَرْق بين الفِرَق» عند البحث عن الزيدية: وكان زيد بن علي قد بايعه خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة وخرج بهم على والي العراق وهو يوسف بن عمر الثقفي عامل هشام بن عبد الملك، فلمّا استمر القتال بينه و بين يوسف بن عمر الثقفي قالوا له: إنّا ننصرك على أعدائك بعد أن تخبرنا برأيك في أبي بكر وعمر، بعد أن ظلما جدك علي بن أبي طالب. فقال زيد بن علي: لا أقول فيهم إلّا خيراً، وما سمعت من أبي فيهم إلّا خيراً. وإنّما خرجت على بني أُمية الذين قتلوا جدي الحسين، وأغاروا على المدينة يوم وقعة الحرة، ثمّ رموا بيت اللَّه بالمنجنيق والنار. ففارقوه عند ذلك، حتى قال لهم رفضتموني، ومن يومئذٍ سمّوا رافضة، بينما نشأت الزيدية كفرع داخل الشيعة نسبة إلى الإمام زيد بن علي، وبدأت تتبلور كتيار مستقل منذ القرن الثاني الهجري (القرن الثامن الميلادي) وبدورها تشكلت فرقة الرافضة (الإمامية) في مراحل لاحقة، وبدأت تتباعد عن الزيدية في العقائد والممارسات، مما أدى إلى نشوءهما كتيارين مختلفين داخل المذهب الشيعي.
وجاء في أحد كتبهم المعتمدة المسمى "بحار الأنوار: 65/ 97 الحديث 3" كلاما يشبه الفخر والتباهي بتسميتهم بالرافضة حسب ادعائهم الفاسد: روى أبو بصير، قال: «قلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك اسم سمينا به، استحلت به الولاة دماءنا وأموالنا وعذابنا، قال: «وما هو؟» قال: الرافضة، فقال أبو جعفر عليه السلام: «إنّ سبعين رجلًا من عسكر فرعون رفضوا فرعون، فأتوا موسى عليه السلام فلم يكن في قوم موسى أحد أشدّ اجتهاداً وأشد حباً لهارون منهم، فسمّاهم قوم موسى الرافضة». بحارالأنوار: 65/ 97 الحديث 3.
بينما بعض الرافضة اليوم يغضبون من هذه التسمية ولا يرضونها، ويرون أنها من الألقاب التي ألصقها بهم مخالفوهم، يقول محسن الأمين: «الرافضة لقب ينبز به من يقدم علياً - رضي الله عنه - في الخلافة، وأكثر ما يستعمل للتشفي والانتقام».
نشأة الفرقة الرافضة:
نشأت فرقة الرافضة عندما ظهر رجل يهودي من يهود اليمن اسمه (عبدالله بن سبأ) ادّعى الإسلام وزعم محبة آل البيت، وغالى في علي - رضي الله عنه -، وادعى له الوصية بالخلافة، ثم رفعه إلى مرتبة الألوهية، وهذا ما تعترف به الكتب الشيعية نفسها.
قال بذلك وأقر به كبار أئمة المذهب الشيعي فقد قال القمي في كتابه (المقالات والفرق): يقر بوجوده و يعتبره أول من قال بفرض إمامة علي ورجعته وأظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة"، كما قال به النوبختي في كتابه (فرق الشيعة)، وكما قال به الكشي في كتابه المعروف (رجال الكشي)، والاعتراف سيد الأدلة، وهؤلاء جميعهم من كبار شيوخ الرافضة.
سبب تسميتهم بالشيعة الإثنا عشرية:
يتسمى الرافضة اليوم بـالشيعة وقد اشتهروا بهذه التسمية عند العامة، وقد تأثر بذلك بعض الكتاب والمثقفين، فنجدهم يطلقون عليهم هذه التسمية، وفي الحقيقة أن الشيعة مصطلح عام يشمل كل من شايع شخص أو مجموعة أو نحو ذلك، فهم نعم شايعوا علياً فيما يظهر، ولكنهم رفضوا إمامة الشيخين أبو بكر وعمر ورفضوا الحق فهم في الحقيقة رافضة، وهذا هو الاسم الذي يجب علينا إطلاقه عليهم دون غيره.
أما تسميتهم بالإثنا عشرية فنسبة إلى الإثنا عشر إماماً الذين يتخذهم الرافضة أئمة لهم يتسلسلون على النحو التالي:
- علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - الذي يلقبونه بالمرتضى - رابع الخلفاء الراشدين، وصهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد مات غيلة حينما أقدم الخارجي عبد الرحمن بن ملجم على قتله في مسجد الكوفة في 17رمضان سنة40هـ.
- الحسن بن علي - رضي الله عنهما - ويلقبونه بالمجتبي.
- الحسين بن علي - رضي الله عنهما - ويلقبونه بالشهيد.
- علي زين العابدين بن الحسين (80-122هـ) ويلقبونه بالسَّجَّاد.
- محمد الباقر بن علي زين العابدين (ت 114 هـ) ويلقبونه بالباقر.
- جعفر الصادق بن محمد الباقر (ت 148هـ) ويلقبونه بالصادق.
- موسى الكاظم بن جعفر الصادق (ت 183هـ) ويلقبونه بالكاظم.
- علي الرضا بن موسى الكاظم (ت 203 هـ) ويلقبونه بالرضي.
- محمد الجواد بن علي الرضا (195-226هـ) ويلقبونه بالتقي.
- علي الهادي بن محمد الجواد (212-254هـ) ويلقبونه بالنقي.
- الحسن العسكري بن علي الهادي (232-260هـ) ويلقبونه بالزكي.
- محمد المهدي بن الحسن العسكري لا يعلم متى ولد - ويقولون: أنه لم يمت، ولكنه غاب في السرداب) ويلقبونه بالحجة القائم المنتظر، ونحن أهل السنة نلقبه بالمهدي الخرافة المسردب، ويزعمون بأن الإمام الثاني عشر قد دخل سرداباً في دار أبيه بمدينة "سُرَّ مَن رَأى" (سامراء حاليا) ولم يعد، وقد اختلفوا في سنه وقت اختفائه فقيل أربع سنوات وقيل ثماني سنوات، غير أن معظم الباحثين يذهبون إلى أنه غير موجود أصلاً، وأنه من اختراعات الشيعة ويطلقون عليه لقب المعدوم أو الموهوم.
قال الشيخ بن باز -رحمه الله- في إحدى فتاويه عن الشيعة: "الشيعة فرق كثيرة، وليس من السهل أن يتسع للحديث عنها الوقت القليل، وبالاختصار ففيهم الكافر الذي يعبد عليًّا ويقول: يا علي، ويعبد فاطمة والحسن وغيرهم، ومنهم من يقول: جبريل عليه الصلاة والسلام خان الأمانة، وأن النبوة عند علي وليست عند محمد، وفيهم أناس آخرون، منهم الإمامية -وهم الرافضة الاثنا عشرية- عباد علي ويقولون: إن أئمتهم أفضل من الملائكة والأنبياء، ومنهم أقسام كثيرة.
وفيهم الكافر وفيهم غير الكافر، وأسهلهم وأيسرهم من يقول: علي أفضل من الثلاثة، وهذا ليس بكافر لكن مخطئ؛ فإن عليًّا هو الرابع، والصديق وعمر وعثمان هم أفضل منه، وإذا فضله على أولئك الثلاثة فإنه قد أخطأ وخالف إجماع الصحابة، ولكن لا يكون كافرًا....ومن أخبثهم الإمامية الاثنا عشرية والنصيرية ويقال لهم "الرافضة"؛ لأنهم رفضوا زيد بن على لما أبى أن يتبرأ من الشيخين أبى بكر وعمر وخالفوه ورفضوه....فما كل من ادعى الإسلام يسلم له بأنه أصبح مسلمًا، من ادعى الإسلام ينظر في دعواه، فمن عبد الله وحده وصدق رسوله وتابع ما جاء به فإن هذا هو المسلم، وأما إذا ادعى الإسلام وهو يعبد الحسين ويعبد فاطمة ويعبد البدوي ويعبد العيدروس وغيرهم فهو ليس بمسلم، نسأل الله السلامة والعافية."
هذا بالمختصر المفيد معنى الروافض أو الرافضة (أو الشيعة كم ألفنا تسميتهم) ومعتقدهم دون إطالة ولا ذكر لما لا يهم ويبعثر الفكرة الأصلية ... انتهى بحمد الله ... هذا والله أدرى وأعلم
