يُدخلون الغابة الى الفيلا
بقلم: الكاتبة الاسرائيلية رفيت هيخت
المصدر: هآرتس
👈 الأساس الثابت الوحيد حتى الان في السلوك الدولي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هو نيته اخراج الى حيز التنفيذ صفقة السلاح الضخمة مع السعودية، التي لها معنى كبير لاقتصاد أمريكا. كثيرون في إسرائيل اعتقدوا ان الصفقة مع السعودية يمكن ان تشكل أيضا مسار خروج فعلي وتراثي لبنيامين نتنياهو من عار 7 أكتوبر، مع التخلي عن شركائه الكهانيين لصالح نوع من الشركاء المحببين عليه اكثر مثل بني غانتس وامثاله.
💢 المنطق الموجود في هذه الخطوة واضح:
👈 المشاركة في إعادة تشكيل الشرق الأوسط على خلفية الدوافع المناوئة لإيران في المنطقة، وحتى قياداته وتوسيع التطبيع والعلاقات الاقتصادية مع دول إسلامية أخرى. المقابل غير الثقيل جدا إزاء اللامبالاة السعودية النسبية بضائقة الفلسطينيين، كان يمكن ان يكون اظهار استعداد معين لدولة فلسطينية في المستقبل، وقبل ذلك بالطبع، انهاء الحرب والقتل في غزة، لا يجب الانفعال كثيرا من المرحلة المؤيدة للعرب التي يقودها ترامب في الوقت الحالي. هناك ما يدعو الى التعبير عن القلق على خلفية تقلبه وتوجهاته المتحايلة، فضلا عن التحفظات العميقة بشأن دول مثل السعودية وقطر وسوريا، وبدرجة معينة تركيا، التي تجعل معاييرها المدنية وسجلها في موضوع حقوق الانسان إسرائيل تظهر وكأنها واحة في اسكندنافيا. بالاجمال لا يتم هنا تقطيع اوصال الالمراسلين ولا يتم اجراء ختان للاناث، يجب أيضا ان يكون المرء غبي مع قدرة على الانكار مبالغ فيها كي يصرخ بسرور إزاء التسلح الكثيف لدولة غير ديمقراطية تماما، التي ما زالت تظهر العداء، المخفي أو العلني، لإسرائيل، أو أن يوافق بتفاؤل على سباق التسلح والتحول النووي الإقليمي.
👈 مع ذلك، في هذه المنطقة المضطربة وفي هذه الفترة الفظيعة التي فيها النساء يتم اطلاق النار عليهن اثناء الذهاب الى غرف الولادة والأطفال يتم قصفهم وتجويعهم حتى الموت، واغلاق الصفقات، ليست هي الامكانية الأسوأ على هذا الكوكب. في افضل الحالات هذه الاتفاقات يمكن أن تؤدي الى تقليص العنف الإقليمي باسم التجمع حول طوطم الرأسمالية. وفي أسوأ الحالات، للدقة، السيناريو الذي بحسبه السعودية تتسلح بهدف مهاجمتنا في المستقبل، نتنياهو كان يجب عليه محاولة الانضمام الى طاولة اتخاذ القرارات من اجل ترجيح الكفة لصالح إسرائيل، لكن ليس فقط انه لم يقفز على عربة السعودية، بل هو خلال اشهر الحرب ذهب وعمق تحالفه مع الصهيونية الدينية والكهانيين، حتى على حساب تحالفه مع الحريديين، وخرق وعد الاعفاء من التجنيد. جميع الدلائل تشير الى أن نتنياهو يدفع نحو حرب طويلة، مع التضحية بالمخطوفين واحتلال مناطق في القطاع، وهي الخطوة التي معناها السياسي هو عزلة إسرائيل عن التحالف الذي يتم نسجه في المنطقة ويقرب السعودية من الولايات المتحدة، ولكن نتنياهو توجد له اعتبارات خاصة، في حين تعمل الصهيونية الدينية الاستيطانية على تحقيق أهدافها القديمة تحت غطاء امني يتمثل في “دفع الأرض ثمنا” مقابل الفظائع التي ارتكبت في 7 أكتوبر.
👈 عندما وضع اهود براك تعبير “فيلا في الغابة” لم يكن بحاجة الى توضيح من هو “صاحب الفيلا” في المعادلة، ومن هم سكان الغابة. الآن يمكن القول باننا نشاهد العكس. كهانية حكومية ودعم شعبي واسع جدا لاسلوب الطرد والابادة الجماعية، بدون أي تأنيب للضمير وبدون خجل، تسمح للحكومة بان تختار بشكل متعمد تغذية الغابة بدلا من بناء الفيلا.