الدعوة ليست وظيفة... إنها مسؤولية. والداعية ليس خطيبًا، بل رسول رحمة بين الناس.
حتى تكون داعيًا إلى الله بحق، بشكل فعّال ومؤثر، تحتاج إلى التسلح بثلاثة أمور رئيسية:
العلم، الحكمة، والقدوة. وسأعطيك الكلام مباشرة، بدون لفّ ودوران:
1. ابدأ بنفسك
إذا لم تلتزم بما تدعو إليه، فدعوتك ستكون ضجيجًا بلا أثر.
الناس لا تتأثر بالكلام فقط، بل بالصدق والهيبة والسلوك.
صلح الظاهر والباطن. اقرأ قول الله:
﴿أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ﴾
2. تعلم ما تقول
لا تدعُ بالجهل. إما أن تتكلم بعلم، أو اسكت.
اقرأ القرآن بتفسيره، تعلم أحكام الدين من مصادر موثوقة (السنة، الفقه، السيرة، العقيدة).
لا تنقل إلا بعد التثبت، ولا تفتِ وأنت لا تعلم.
لو لم تعرف، قل: "لا أدري"، هذا دليل على وعيك وليس نقصًا.
3. اختر الأسلوب المناسب
قال تعالى:
﴿ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾
الحكمة تعني: أن تعرف متى تتكلم، كيف، ومع من، وبأي نبرة.
لا تفضح الناس ولا تُحرجهم، بل اجذبهم برفق، خاصة في زمن النفور من الدين.
4. خُذ القدوة من الرسول ﷺ
انظر كيف كان يلين مع الجاهل، ويصبر على الأذى، ويحبب لا ينفر.
لا تكن غليظًا ولا مستعليًا على الناس باسم الدين.
الدعوة ليست مجرد “حلال وحرام”، بل: حب ورحمة واهتمام ومتابعة.
5. استخدم أدوات العصر
السوشيال ميديا، الفيديو، المقالات، الصوتيات، التصميم، حتى الذكاء الاصطناعي... كلها أدوات.
الداعية الذكي يستخدمها لتوصيل الرسالة بلغة يفهمها الجيل الجديد.
لا تكن أسير الطرق القديمة فقط.
6. لا تيأس ولا تتكبر
إن رفضك أحد، فلا تغضب، ولا تسخر، ولا تتكبر عليه.
دعوتك لله، مش لنفسك. أنت واسطة فقط.
والتأثير بيد الله، لا ببلاغتك ولا بحججك.
7. كن قريبًا من الناس
استمع لهم، لا تحكم عليهم. ادفعهم إلى الخير بأسلوب يفتح القلب.
ادعُ بالصمت أحيانًا، بموقف، بابتسامة، بمساعدة.
الناس قد تنسى ما قلت، لكنها لا تنسى كيف جعلتهم يشعرون.
يعطيك العافية يا الغالي
على الموضوع المهم و البناء
ودي..،