
ألا شاهت هذه الوجوه

(3) وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)
=================================================================
فقوله : ( وقضينا ) أي : أعلمناهم وأخبرناهم بذلك وأوحينا إليهم . ولفظ " إلى " صلة للإيحاء ؛ لأن معنى " قضينا " أوحينا إليهم كذا . وقوله : ( لتفسدن ) يريد المعاصي وخلاف أحكام التوراة ، وقوله : ( في الأرض ) يعني : أرض مصر ، وقوله : ( ولتعلن علوا كبيرا ) يعني : أنه يكون استعلاؤكم على الناس بغير الحق استعلاء عظيما ؛ لأنه يقال لكل متجبر : قد علا وتعظم ، ثم قال : ( فإذا جاء وعد أولاهما ) يعني أولى المرتين ( بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد ) والمعنى : أنه إذا جاء وعد الفساق في المرة الأولى أرسلنا عليكم قوما أولي بأس شديد ، ونجدة وشدة ، والبأس القتال ، ومنه قوله تعالى : ( وحين البأس ) [البقرة : 177] . ومعنى بعثنا عليكم : أرسلنا عليكم ، وخلينا بينكم وبينهم خاذلين إياكم ،

واختلفوا في أن هؤلاء العباد من هم ؟ قيل : إن بني إسرائيل تعظموا وتكبروا واستحلوا المحارم وقتلوا الأنبياء وسفكوا الدماء ، وذلك أول الفسادين فسلط الله عليهم بختنصر فقتل منهم أربعين ألفا ممن يقرأ التوراة ، وذهب بالبقية إلى أرض نفسه ، فبقوا هناك في الذل إلى أن قيض الله ملكا آخر غزا أهل بابل ، واتفق أن تزوج بامرأة من بني إسرائيل ، فطلبت تلك المرأة من ذلك الملك أن يرد بني إسرائيل إلى بيت المقدس ففعل ، وبعد مدة قامت فيهم الأنبياء ورجعوا إلى أحسن ما كانوا ، فهو قوله : ( ثم رددنا لكم الكرة عليهم ) .
وأقول لأهل غزة إصبروا وصابروا إن الله مع الصابرين , ونصر الله آتِ بإذن العزيز الحكيم
أيٌّها العالمُ ما هذا السكوتُ **** أو ما يؤذيك هذا الجبروتُ؟
أو ما تُبصر في غزة ظلماً **** أو ما تُبصر أطفالاً تموتُ؟
أو ما يُوقظ فيك الحسَّ شعبٌ **** جمعُه من شدَّة الهول شَتِتُ؟
أرضه تُصلى بنيران رصاصٍ, **** وشظايا هُدمت منها البيوتُ
أو ما تُبصر آلاف الضحايا **** ما لها اليوم مقيلٌ أو مبيتُ؟
شرَّدتها الحربُ في ليلٍ, بهيمٍ, **** ما لها في زحمة الأحداث قوتُ
تأكل الأخضر واليابس حربٌ **** كل ما فيها من الأمر مقيتُ
أين منها مجلس الأمن وماذا **** صنع الحلفُ وأين الكهنُوتُ؟
أيها العالمُ ما هذا التغاضي **** كيف وارى صوتك العالي الخفوتُ؟
أو ما صُنعت قوانين سلامٍ, **** عجزت عن وصف معناها النُعـوتُ؟
قاذفات الصهاينة إعلان انتهاكٍ, **** لقوانينك، واللَّص فَلُوتُ
فرصة أن تُعلن الحق ولكن **** فرص الحق على الباغي تفوت
ربما تعلن قول الحق لكن **** بعد ما يعلنه في البحر حوت
أيها الأحباب في غزة صبراً **** إن من ينصر حقاً يستميتُ
والله تعالى أعلى وأعلم
