قال الشاعر العباسي أبو العتاهية، وهو شاعر زهد وحكمة معروف :
لا تَأْمَنِ الموتَ في طَرْف وفي نَفَس *** ولو تَمَنَّعتَ بالحُجَّابِ والحَرَسِ
فما تزالُ سِهَامُ الموتِ نافذةً *********** في جَنبِ مُدَّرعٍ منّا ومُتَّرسِ
ما بالُ دينكَ تَرْضَى أن تُدَنِّسَهُ ****** وثوبُك الدهر مَغسولٌ من الدَّنَسِ
ترجو النَجاةَ ولم تَسْلُكْ مسَالِكَها ***** إن السفينةَ لا تجرِي على يَبَس
وقال نفس الشاعر أيضا:
إلَهِي لا تُعَذّبْنِي فَإنِّي *********** مُقِرٌّ بالذّي قَدْ كانَ مِنِّي
وَمَا لِي حِيْلَةٌ إلا رَجَائِي****** وَعَفْوكَ إنْ عَفَوْتَ، وَحُسْنُ ظَني
فكَمْ مِنْ زَلّةٍ لِي في البَرايَا ******* وأَنْتَ عَليّ ذُو فَضْلٍ وَمَنٍّ
يَظُنُّ النّاسُ بِي خَيْرًا، وإِنِّيْ ***** لشَرُّ النّاسِ إنْ لم تَعْفُ عَني
أُجَنُّ بِزهْرَةِ الدّنْيَا جُنُونًا ********* وَأُفِنْي العُمْرَ فيها بالتَّمَني
وَبَيْنَ يَدَيَّ مُحْتَبسٌ ثَقِيلٌ ********** كأنِّي قد دُعِيْتُ لَهُ كَأنِّي
وَلَوْ أَنِّي صَدَقْتُ الزُّهْدَ فيها ****** قَلَبْتُ لأَهْلِهَا ظَهْرَ المِجَنِّ
وقال عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى:
رأيتُ الذنوبَ تميتُ القلوب ******* ويتبِعُها الذلَّ إدمانُها
وتركُ الذنوب حياةُ القلوبِ ******* وخيرٌ لنفسكَ عصيانُها
وهل بدَّلَ الدينَ إلا الملوكُ ******* وأحبار سوءٍ ورُهبانُها
وباعوا النفوسَ فلم يربَحوا ***ولم تغلُ في البيع أثمانُها
لقَد رتعَ القومُ في جيفةٍ ****** يبينُ لذي العقلِ أنتانُها
وتنسُب هذه الأبيات أحيانًا لابن القيم وأحيانًا أخرى لبعض الشعراء الآخرين :
إِني بُلِيتُ بِأَرْبعٍ مَا سُلِّطُوا***********إِلاَّ لأَجْلِ شَقَاوَتي وَعَنَائِي
إِبْلِيْس والدُنْيَا ونَفْسِي وَالهَوَى***كيفَ الخََلاصُ وكُلُّهُم أَعْدَائِي
إبْلِيْس يَسْلُكُ في طَرِيق مَهَالِكي*** والنَّفْسُ تَأْمُرُني بِكُلِّ بَلائِي
وأرَى الهَوَى تَدْعو إليه خَوَاطِري *** في ظُلْمَة الشُبُهَاتِ وَالآراءِ
وزَخَارِفُ الدُنيا تَقُولُ أما تَرَى *** حُسْنِيْ وفَخْرَ ملاَبِسِي وَبَهَائِي
وقال آخر:
فَبَادِرْ إِلَى الْخَيْرَاتِ قَبْلَ فَوَاتِهَا****وَخَالِفْ مُرَادَ النَّفْسِ قَبْلَ مَمَاتِهَا
سَتَبْكِي نُفُوسٌ فِي الْقِيَامَةٍ حَسْرَةً***عَلَى فَوْتِ أَوْقَاتٍ زَمَانَ حَيَاتِهَا
فَلا تَغْتَرِرْ بِالْعِزِّ وَالْمَالِ وَالْمُنَى*******فَكَمْ قَدْ بُلِينَا بِانْقِلابِ صِفَاتِهَا
وقال أحدهم:
إِذَا مَا اللَّيْلُ أَظْلَمَ كَابَدُوهُ ******** فَيُسْفِرُ عَنْهُمُوا وَهُمُوا رُكُوعُ
طَارَ الْخَوْفُ نَوْمَهُمُوا فَقَامُوا **** وَأَهْلُ الأَمْنِ فِي الدُّنْيَا هُجُوعُ
لَهُمْ تَحْتَ الظَّلامِ وَهُمْ سُجُودٌ ********* أَنِينٌ مِنْهُ تَنْفَرِجُ الضُّلُوعُ
وَخُرْسٌ فِي النَّهَارِ لِطُولِ صَمْتٍ **** عَلَيْهِمْ مِنْ سَكِينَتِهِمْ خُشُوعُ
وقال آخر:
ألا أيَّهُا اللاَّهِي وَقَدْ شَابَ رَأْسُهُ ** أَلَمَّا يَزعْكَ الشَّيْبُ وَالشَّيْبُ وَازِعُ
أَتَصْبُو وَقَدْ نَاهَزْتَ خَمْسينَ حِجَّةً ********** كَأَنَّكَ غِرٌ أو كَأَنَّكَ يَافِعُ
حَذَارِ مِن الآفَاتِ لا تَأَمَنَّنها ******** فَتَخْدَعُكَ الآفاتُ وَهِي خَوَادعُ
أَتَأَمَنُ خَيْلا لا تَزَالُ مُغيرةً ********** لَهَا كُل يَوْمٍ في أُنَاسٍ وَقَائِعُ
وَتَأملُ طُولَ العُمْرِ عندَ نَفَادِهِ ********* وَبِالرأسِ وَسْمٌ لِلْمَنيَّةِ لامِعُ
ولإِبْلِيْس والدُنْيَا ونَفْسِي وَالهَوَى***كيفَ الخََلاصُ وكُلُّهُم أَعْدَائِي
إبْلِيْس يَسْلُكُ في طَرِيق مَهَالِكي*** والنَّفْسُ تَأْمُرُني بِكُلِّ بَلائِي
وأرَى الهَوَى تَدْعو إليه خَوَاطِري *** في ظُلْمَة الشُبُهَاتِ وَالآراءِ
وزَخَارِفُ الدُنيا تَقُولُ أما تَرَى *** حُسْنِيْ وفَخْرَ ملاَبِسِي وَبَهَائِي
وقال آخر:
فَبَادِرْ إِلَى الْخَيْرَاتِ قَبْلَ فَوَاتِهَا****وَخَالِفْ مُرَادَ النَّفْسِ قَبْلَ مَمَاتِهَا
سَتَبْكِي نُفُوسٌ فِي الْقِيَامَةٍ حَسْرَةً***عَلَى فَوْتِ أَوْقَاتٍ زَمَانَ حَيَاتِهَا
فَلا تَغْتَرِرْ بِالْعِزِّ وَالْمَالِ وَالْمُنَى*******فَكَمْ قَدْ بُلِينَا بِانْقِلابِ صِفَاتِهَا
وقال أحدهم:
إِذَا مَا اللَّيْلُ أَظْلَمَ كَابَدُوهُ ******** فَيُسْفِرُ عَنْهُمُوا وَهُمُوا رُكُوعُ
طَارَ الْخَوْفُ نَوْمَهُمُوا فَقَامُوا **** وَأَهْلُ الأَمْنِ فِي الدُّنْيَا هُجُوعُ
لَهُمْ تَحْتَ الظَّلامِ وَهُمْ سُجُودٌ ********* أَنِينٌ مِنْهُ تَنْفَرِجُ الضُّلُوعُ
وَخُرْسٌ فِي النَّهَارِ لِطُولِ صَمْتٍ **** عَلَيْهِمْ مِنْ سَكِينَتِهِمْ خُشُوعُ
وقال آخر:
ألا أيَّهُا اللاَّهِي وَقَدْ شَابَ رَأْسُهُ ** أَلَمَّا يَزعْكَ الشَّيْبُ وَالشَّيْبُ وَازِعُ
أَتَصْبُو وَقَدْ نَاهَزْتَ خَمْسينَ حِجَّةً ********** كَأَنَّكَ غِرٌ أو كَأَنَّكَ يَافِعُ
حَذَارِ مِن الآفَاتِ لا تَأَمَنَّنها ******** فَتَخْدَعُكَ الآفاتُ وَهِي خَوَادعُ
أَتَأَمَنُ خَيْلا لا تَزَالُ مُغيرةً ********** لَهَا كُل يَوْمٍ في أُنَاسٍ وَقَائِعُ
وَتَأملُ طُولَ العُمْرِ عندَ نَفَادِهِ ********* وَبِالرأسِ وَسْمٌ لِلْمَنيَّةِ لامِعُ