• [قرار إداري] سيتم حذف جميع الأعضاء المسجلين الجدد الذين اختاروا تسمية عشوائية وليس لديهم صورة رمزية بعد 7 أيام.
  • [قرار إداري] يُمنع منعًا باتًا الرد بلغة غير العربية، أو بردود عشوائية، أو بالاكتفاء باقتباس الموضوع فقط. مخالفة ذلك قد تؤدي إلى حظر العضوية.
  • 👋 أهلاً وسهلاً بك أخي الزائر، يشرفنا انضمامك إلى مجتمعنا! التسجيل من هنا

قويدرغ

عضوية موثوقة
عضـو بـرونـزي
إنضم
23 مايو 2025
المشاركات
403
مستوى التفاعل
2,880
النقاط
1,370
الإقامة
بريطانيا
مجموع اﻻوسمة
2
الجنس
ذكر
المشاهدات: 16 | الردود: 3
moqadima-jpg.4770

mr-bn-alkhtab.png

من هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟

هو عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي القرشي، أبو حفص أمير المؤمنين، وأمه حنتمة بنت هشام بن المغيرة المخزومية، وورد في إحدى الروايات أنّها أخت أبي جهل -عمرو بن هشام-، ولد بعد حرب الفجار بأربع سنين، و بعد مولد الرسول محمد بثلاث عشرة سنة وقبل البعثة النبوية بثلاثين سنة، وكان منزل عمر في الجاهلية في أصل الجبل الذي يقال له اليوم جبل عمر، وكان اسم الجبل في الجاهلية العاقر وبه منازل بني عدي بن كعب، نشأ في قريش وامتاز عن معظمهم بتعلم القراءة. وعمل راعيًا للإبل وهو صغير، وكان والده غليظًا في معاملته. وكان يرعى لوالده ولخالات له من بني مخزوم. وتعلم المصارعة وركوب الخيل والفروسية، والشعر. وكان يحضر أسواق العرب وسوق عكاظ وسوق مجنة وسوق ذي المجاز، فتعلم بها التجارة، التي ربح منها وأصبح من أغنياء مكة، رحل صيفًا إلى بلاد الشام وإلى اليمن في الشتاء، وكان عمر من أشراف قريش، وإليه كانت السفارة فهو سفير قريش، فإن وقعت حرب بين قريش وغيرهم بعثوه سفيراً، وإن نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر رضوا به، بعثوه منافرًا ومفاخرًا. نشأ عمر في البيئة العربية الجاهلية الوثنية على دين قومه، كغيره من أبناء قريش، وكان مغرمًا بالخمر والنساء. وكان عند مبعث النبي صلَّى الله عليه وسلَّم شديدًا على الإسلام والمسلمين، ثم دخل في الإسلام قبل الهجرة بخمس سنين، فكان إسلامه عزًّا وقوة للمسلمين، وفرجًا من الضيق. قال عبد الله بن مسعود: "ما عبدنا الله جهرا حتى أسلم عمر." وقد كانت له مواقف عظيمة في الإسلام، وولي الخلافة بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقد وقع في عهده كثير من الفتوحات الإسلامية.

سبب إسلامه رضي الله عنه:

والسبب أنَّ أخته فاطمة بنت الخطاب كانت تحت سعيد بن يزيد بن عمرو العدوي (من بني عمومتها)، وكانا مسلمين يُخفِيانِ إسلامَهما من عمر، وكان خباب بن الأرت يختلف إلى فاطمة يُقرئها القرآن، فخرج عمر يومًا ومعه سيفُه يريد النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم والمسلمين، وهم مجتمعون في دار الأرقم عند الصفا، وعنده مَن لم يهاجر مِن المسلمين في نحو أربعين رجلًا، فلقيَه نعيم بن عبد الله، فقال: أين تريد يا عمر؟ فقال: أريد محمدًا الذي فرَّق أمْر قريش، وعاب دينها فأقتله، فقال نعيم: والله لقد غرَّتك نفسُك، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدًا؟! أفلا ترجع إلى أهلك فتقيم أمْرَهم؟ قال: وأي أهلي؟! قال: ختنك، وابن عمِّك سعيد بن زيد، وأختك فاطمة، فقد أسلما.
فرجع عمر إليهما وعندهما خباب بن الأرت يُقرئهما القرآن، فلما سمعوا صوتَ عمر تغيَّب خباب، وأخذت فاطمة الصحيفة، وألقتْها تحت فخذيها، وقد سمع عمر قراءة خباب، فلمَّا دخل قال: ما هذه الهينمة؟! قالا: سمعت شيئًا؟ قال: بلى، قد أُخبرتُ أنكما تابعتما محمدًا، وبطش بختنه سعيد بن زيد، فقامت إليه أخته لتكفَّه، فضربها فشجَّها، فلمَّا فعل ذلك، قالت له أخته: قد أسلمنا، وآمنا بالله ورسوله، فاصنع ما شئت، ولما رأى عمر ما بأخته من الدم، نَدِمَ وقال لها: أعطيني هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرؤون فيها الآن؛ حتى أنظُر إلى ما جاء به محمد، قالت: إنا نخشاك عليها، فحلف أنه يُعيدها، قالت له: وقد طمعَتْ في إسلامه، إنك نجس على شركك، ولا يمسُّها إلا المطهرون، فقام واغتسل فأعطته الصحيفة وقرأ فيها: طه، وكان كاتبًا فلمَّا قرأ بعضها، قال: ما أحسَن هذا الكلام وأكرمَه، فلمَّا سمع خبَّاب، خرج إليه وقال يا عمر: فقال عمر عند ذلك: فدُلَّني يا خباب على محمد؛ حتى آتيَه فأُسلِم، فدلَّه خبَّاب، فأخذ سيفه، وجاء إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابه، فضرب عليهم الباب، فقام رجل منهم، فنظر من خلال الباب، فرآه متوشِّحًا سيفه، فأخبر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بذلك، فقال حمزة: "ائذن له، فإن كان يريد خيرًا بذلناه له، وإن أراد شرًّا قتلناه بسيفه، فأذِنَ له، فنهض إليه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم حتى لَقِيَه، فأخذ بمجامع ردائه، ثم جذبه جذبة شديدة، وقال: ما جاء بك؟ ما أراك تنتهي حتى يُنزل الله عليك قارعة."
فقال عمر: يا رسول الله، جئتُ لأومن بالله، وبرسوله، فكبر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم تكبيرةً عَرَفَ مَن في البيت أن عمر أسلم، قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن إسلام عمر كان فتحًا، وإن هجرته كانت نصرًا، وإن إمارته كانت رحمة، ولقد كنَّا وما نصلِّي عند الكعبة حتى أسلم عمر؛ فلمَّا أسلم عمر قاتل قريشًا؛ حتى صلَّى عند الكعبة، وصلَّينا معه"؛
"صحيح السيرة النبوية" للألباني.


لقبه رضي الله عنه:

تجدر الإشارة إلى أنّ عمر -رضي الله عنه- لُقّب بالفاروق، لأنّ الله فرّق به بين الحقّ والباطل، وذُكر أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هو مَن أطلق عليه ذلك اللقب، كما لُقّب -رضي الله عنه- بأمير المؤمنين، وسبب ذلك أنّه كان يُقال له خليفة رسول الله، فرأى المسلمون أنّ الاسم سيطول لمَن يأتي بعده، حيث سيكون خليفة رسول الله، فأجمعوا على لقب أمير المؤمنين لعمر بن الخطّاب، ولمَن يأتي للخلافة من بعده.

تزكية رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه:

  • سؤال النبي صلى الله عليه وسلم نصرة الإسلام بعمر رضي الله عنه، فمن محاسنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لـمَّا سأل الله تعالى عِزَّ الإسلام سأله بعمر، فقال: «اللهم أعز الدين بأحب هذين الرجلين إليـك: بأبي جهل بن هشام أو عمر بن الخطاب» فكان أحبهما إليه عمر بن الخطاب
  • وعن أبي عقيل زهرة بن معبد: أنه سمع جده عبد الله بن هشام قال: "كنا مع النبي ﷺ، وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب."
  • عن أبي موسى رضي الله عنه قال: كنت مع النبي ﷺ في حائط من حيطان المدينة، فجاء رجل فاستفتح، فقال النبي ﷺ : "افتح له وبشره بالجنة". ففتحت له، فإذا هو أبو بكر، فبشرته بما قال النبي ﷺ، فحمد الله، ثم جاء رجل فاستفتح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "افتح له وبشره بالجنة". ففتحت له فإذا هو عمر، فأخبرته بما قال النبي ﷺ فحمد الله، ثم استفتح رجل، فقال لي: "افتح له وبشره بالجنة، على بلوى تصيبه". فإذا عثمان، فأخبرته بما قال رسول الله ﷺ فحمد الله، ثم قال: الله المستعان.
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "بيْنا نَحْنُ عِنْدَ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ قالَ: بيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي في الجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إلى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلتُ: لِمَن هذا القَصْرُ؟ فَقالوا: لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا، فَبَكَى عُمَرُ وقالَ: أَعَلَيْكَ أَغَارُ يا رَسولَ اللَّهِ!"
  • عن الزهري قال: أخبرني حمزة، عن أبيه أن رسول الله ﷺ قال:"بينا أنا نائم، شربت – يعني – اللبن حتى أنظر إلى الري يجري في ظفري، أو في أظفاري، ثم ناولت عمر". فقالوا: يا رسول الله، فما أولته؟ قال: "العلم".
  • عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله ﷺ يقول: "بينا أنا نائم، رأيت الناس عرضوا علي وعليهم قمص، فمنها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك، وعرض علي عمر وعليه قميص اجتره". قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: "الدين".
  • بشرى النبي صلى الله عليه وسلم له رضي الله عنه بأنَّه سراج أهل الجنة؛ فعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة».
  • ومن محاسنه رضي الله عنه أنه أعلى المؤمنين صفة وأعظمهـم بعـد الأنبيـاء والمرسـلين وبعد أبي بكر قـدراً؛ لقــول سـعيد بن جبيـر لـمَّا سئل عن قوله تعالى: {وَصَالِـحُ الْـمُؤْمِنِينَ} [التحريم: 4]، قَالَ: نزلت في عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
  • عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن قالا: سمعنا أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله ﷺ : "بينما راع في غنمه عدا الذئب فأخذ منها شاة، فطلبها حتى استنقذها، فالتفت إليه الذئب، فقال له: من لها يوم السبع، ليس لها راع غيري". فقال الناس: سبحان الله، فقال النبي ﷺ : "فإني أؤمن به وأبو بكر وعمر". وما ثم أبو بكر وعمر.
  • - استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله ﷺ ، وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن على صوته، فلما استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب، فأذن له رسول الله ﷺ فدخل عمر ورسول الله ﷺ يضحك، فقال عمر: "أضحك الله سنك يا رسول الله"، فقال النبي ﷺ : "عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب". فقال عمر: فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله، ثم قال عمر: يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ﷺ ؟ فقلن: نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله ﷺ ، فقال رسول الله ﷺ : "إيها يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك".
  • بشر -صلّى الله عليه وسلّم- بوفاة الفاروق شهيداً عندما صعد جبل أُحد، ومعه أبو بكرٍ، وعُمر، وعثمان بن عفان، حيث قال: "اثْبُتْ أُحُدُ فإنَّما عَلَيْكَ نَبِيٌّ، وصِدِّيقٌ، وشَهِيدَانِ"
  • أُعطَي الفَارُوقُ عِلْمًا، ونَظَرًا ثَاقبًا وفَهمًا، وشَفَافِية وذِهنًا، ورُؤْيةً وَاسعةً وحِكْمةً، وقد قال عنه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنه كان فيما مضى قبلكم مِن الأمم محدَّثون، وإنه إنْ كان في أمتي منهم، فإنه عمر بن الخطاب"؛ رواه البخاري، وفي رواية أخرى: "يُكلَّمون من غير أن يكونوا أنبياء
توافق عددٍ من آراء عمر بن الخطّاب رضي الله عنه بما نزل من القرآن الكريم:

وربما رأى الفاروقُ رضي الله عنه رأيًا، أو خَطَرَ على باله خاطرٌ، فيأتي الوحيُ مؤيِّدًا رأيه، وهذا ما عُرف بالموافقات، وقد حدث ذلك معه مرات عديدة، فقد ثبت في صحيح البخاريّ أنّه -رضي الله عنه- قال: "وافَقْتُ رَبِّي في ثَلَاثٍ: فَقُلتُ يا رَسولَ اللَّهِ، لَوِ اتَّخَذْنَا مِن مَقَامِ إبْرَاهِيمَ مُصَلًّى، فَنَزَلَتْ: {وَاتَّخِذُوا مِن مَقَامِ إبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] وآيَةُ الحِجَابِ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، لو أمَرْتَ نِسَاءَكَ أنْ يَحْتَجِبْنَ، فإنَّه يُكَلِّمُهُنَّ البَرُّ والفَاجِرُ، فَنَزَلَتْ آيَةُ الحِجَابِ، واجْتَمع نِسَاءُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الغَيْرَةِ عليه، فَقُلتُ لهنَّ: "عَسَى رَبُّهُ إنْ طَلَّقَكُنَّ أنْ يُبَدِّلَهُ أزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ"، فَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ.
وقوله: «وافقت ربي في ثلاث» يعني: أنَّه وقع له في قلبه حديث عن تلك الأمور، فأنزل الله تعالى القـرآن على نحو ما وقع له، وذلك: أنَّه وقع له: أنَّ مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام محلٌّ شرَّفه الله تعالى وكرَّمه، بأن قام فيه إبراهيـم عليه السلام للدُّعاء والصَّلوات، وجعل فيه آيات بينات، وغفر لمن قام فيه الخطيئات، وأجاب فيه الدَّعوات، وكذلك وقع له شرف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلوُّ مناصبهنَّ، وعظيمُ حرمتهنَّ، وأنَّ الذي يناسب حالَهنَّ: أن يحتجبن عن الأجانب، فإنَّ اطلاعهم عليهنَّ ابتذال لهنَّ، ونقصٌ من حرمة النبي صلى الله عليه وسلم وحرمتهن، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : احجب نساءك، فإنَّهن يراهنَّ البر والفاجر. ووقع له أيضاً قتل أسارى بدر، وأشار على النبي صلى الله عليه وسلم به، وأشار عليه أبو بكر بالإبقاء والفداء، فمال النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما قال أبو بكر رضي الله عنه، فأنزل الله تعالى القرآن على نحو ما وقع لعمر رضي الله عنه في الأمور الثلاثة، فكان ذلك دليلاً قاطعاً على أنَّه محدَّث بالحق، ملهم لوجه الصَّواب.
ومن ذلك كراهته رضي الله عنه صلاةَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم على المنافقين، وكراهته للخمر، وحرصه على تحريمها، وكان يقول في ذلك: اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانا شافيًا، فنزل التحريم لها، وموافقته رضي الله عنه للرؤية التي أُرِيَ فيها الأذان، والتي أقرَّ بعدها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أذان عبد الله بن زيد، الذي رآه أيضًا في منامه، ونزل بذلك الوحي مُصدِّقًا لذلك.


شهادات الصحابة في عمر بن الخطّاب رضي الله عنه:


  • قال عنه أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "ما على ظهر الأرض رجلٌ أحبُّ إليَّ مِن عمر".
  • وقال عليٌّ رضي الله عنه فيه: "إذا ذُكر الصالحون، فحيهلا بعمر، ما كنا نُبْعِدْ أن السكينة تنطق على لسان عمر".
  • وقال عنه الحسَن البصري: "كان رضي الله عنه في إزاره اثنتا عشرة رقعة بعضها مِن أُدم، وهو أمير المؤمنين".
  • وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: "رأيتُ عمر بن الخطاب رضوان الله عليه أخذ تبنة مِن الأرض، فقال: ليتني كنتُ هذه التبنة، ليتني لم أُخْلَق، ليت أمي لم تلدني، ليتني لم أكُ شيئًا، ليتني كنت نسيًّا منسيًّا".
  • وعن عبد الله بن عيسى قال: "كان في وجه عمر خطَّان أسودان من البكاء".
  • وعن هشام بن الحسن قال: "كان عمر يمرُّ بالآية وهو يقرأ فتخنقه العَبْرة، فيبكي حتى يسقط، ثم يلزم بيته حتى يُعاد؛ يَحْسَبونه مريضًا".
  • لما طعن عمر جعل يألم، فقال له ابن عباس، وكأنه يجزعه: يا أمير المؤمنين، ولئن كان ذاك، لقد صحبت رسول الله ﷺ فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راض، ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راض، ثم صحبتهم فأحسنت صحبتهم، ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون، قال: أما ما ذكرت من صحبة رسول الله ﷺ ورضاه، فإنما ذاك من من الله تعالى من به علي، وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضاه، فإنما ذاك من من الله جل ذكره من به علي، وأما ما ترى من جزعي، فهو من أجلك وأجل أصحابك، والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبا، لافتديت به من عذاب الله عز وجل قبل أن أراه.
  • عن ابن أبي مليكة: أنه سمع ابن عباس يقول: وضع عمر على سريره، فتكنفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع، وأنا فيهم، فلم يرعني إلا رجل آخذ منكبي، فإذا علي بن أبي طالب، فترحم على عمر وقال: ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك، وايم الله، إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وحسبت: إني كنت كثيرا أسمع النبي ﷺ يقول: "ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر".
اهتمام عمر بن الخطّاب رضي الله عنه بالرعيّة:

كان عمر بن الخطّاب شديد الاهتمام بالرَّعِية، بحيث يخرج ليلاً يتفقّد أحوالهم، وممّا ورد في اهتمامه بالرَّعية أنّه خرج في ليلةٍ، فوجد امرأةً وقد أتاها المخاض، وليس عندها مَن يساعدها، فانطلق مُحضراً زوجته أمّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب، وحاملاً على ظهره الطعام، فقاما بما يلزم للمُساعدة، دون أن يعلم أهل البيت أنّه أمير المؤمنين حتى انتهوا.[١٣] وممّا ورد أيضاً أنّه وجد امرأةً تطبخ في الليل لأولادها وهم يبكون، فعلم منها أنّها تغلي الماء إيهاماً للأطفال بأنّه طعامٌ حتى يناموا، فانطلق مهرولاً يبكي، وعاد يحمل الدقيق واللحم، وطهي، وأطعم الأطفال، ولم يتركهم حتى ناموا، كما ومن كثير اهتمامه بالرَّعية أنّه كان يقوم على خدمة ورعاية عجوز عمياء ومُقعدة. بالإضافة إلى ما سبق، فقد ذُكر أنّه ذات ليلةٍ ممطرةٍ كان يتجوّل في المدينة، فسمع امرأةً تطلب من ابنتها خلط الماء باللبن، فرفضت ابنتها مذكّرةً بأنّ أمير المؤمنين منع على الناس ذلك، فتردّ الأم بأنّ عمر لن يرى ذلك الفعل، فتصرّ الفتاة على عدم فعل ذلك، وهي تقول: "إن كان أمير المؤمنين لا يرانا، فرُّب أمير المؤمنين يرانا"، ففرح الفاروق بما سمع، بل زاد أن زوّج ابنه عاصم من تلك الفتاة.

عام الرَّمَادة وتوسعة المسجد النبويّ والمسجد الحرام:

عن محمد بن سعد ابن أبي وقاص، عن أبيه قال: هو: عامٌ أصاب الناس فيه القحط، وجاع فيه المسلمون حتى كاد يصيبهم الهلاك، حيث كان عمر بن الخطّاب أميراً للمؤمنين، وقد سُمي بعام الرَّمادة؛ لأنّ الأرض أصبحت جرداء سوداء كالرَّماد؛ من قلّة المطر، فسار الناس من البوادي إلى المدينة المنورة، وقدّم الفاروق كلّ ما هو موجودٌ في بيت المال للناس. كما ازداد ألمه وحزنه على المسلمين، ولم يقبل أنّ أكل إلّا الزيت والخل، حتى ضعف جسده واسودّ وجهه، وبقي الحال على ذلك تسعة أشهرٍ، حتى هيأ الله -تعالى- أسباب الفرج، وصلّى الفاروق والمسلمون صلاة الاستسقاء. وتجدر الإشارة إلى أنّ غلام عمر بن الخطّاب وبعد أن أذهب الله -تعالى- البلاء اشترى السَّمن واللبن، وأحضرهما للفاروق؛ محاولاً إقناعه بالأكل باعتبار أنّ عمر قد أبرّ بيمينه بعدم الأكل إلّا من الزيت، إلّا أنّه رفض أكلهما، وطلب من الغلام أن يتصدّق بهما.
و قام عمر بن الخطّاب بتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبويّ في السنة السابعة عشر من الهجرة، حيث ازداد عدد المسلمين والمصلّين، فاشترى كلّ ما هو حول المسجد النبويّ، باستثناء حُجرات أمهات المؤمنين، وبيت العبّاس بن عبد المطّلب، الذي رفض البيع في البداية، ثمّ قدّمه صدقةً، إلّا أنّ الفاروق بنى له داراً من بيت مال المسلمين، وزاد في توسعة مسجد النبيّ. كما حدّد موقعاً خارج المسجد؛ لمَن أراد الحديث بلغط الدُّنيا أو بصوتٍ عالٍ، حيث كان يغضب ويُعاقب مَن يرفع صوته في المسجد، وكذلك فعل في المسجد الحرام؛ فقد اشترى البيوت التي تُحيط به، وهدمها، ووسع بيت الله، وأحاطه بجدارٍ، ووضع له الأبواب، كما أضاف ردماً في أعلى مكّة المكرّمة؛ لحماية المسجد الحرام من السُّيول.


الفتوحات الإسلاميّة و تدوين الدواوين:

توسّعت الفتوحات الإسلاميّة وازدهرت في زمن عمر بن الخطّاب، فقد توسّعت الدولة الإسلاميّة فوصلت الصين من الشرق، وبحر قزوين من الشمال، وتونس وما خلفها من الغرب، والنوبة من الجنوب، حيث فتحت الجيوش الإسلاميّة في عهد الفاروق بلاد الشام وإيران والعراق، بالإضافة إلى مصر وليبيا. وكان ذلك كلّه في عشر سنواتٍ، وهي مدة خلافته، ويعود كلّ ذلك إلى بعد مشيئة الله -تعالى- والعقيدة السليمة للمُسلمين إلى قيادة الفاروق، التي بيّنت موهبته في القيادة العليا، وقدرته العالية في اختيار قادة الجيوش ولا شكّ أنّ هناك الكثير من الأمور التي اعتمد الفاروق في قيادته عليها؛ حتى يصل بالفتوحات الإسلاميّة إلى كلّ هذه الأمصار، والتي تتلخص فيما يأتي: الشُّورى، والتي جعل منها نظام إدارةٍ وحكمٍ، فقد كان يجمع صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حوله؛ حتى يستشيرهم وينتفع من آرائهم. الحرص على جمع المعلومات من كلّ مكانٍ، حيث كان يطلب من قادة الجيوش المعلومات عن كلّ شيءٍ يخصّ الأعداء. الخوف على حياة الجيوش، والخشية من الله على أرواحهم. الفِطنة، ورجاحة العقل، وبُعد النظر، والشجاعة. القوة البدنيّة، فقد كان ضخماً، قوياً، جَسيماً، فارساً.
كما استخدم العرب والمسلمون الدواوين أوّل مرّةٍ في عهد عمر بن الخطّاب، حيث إنّه أمر عدداً من الصحابة بإنشاء الدواوين عندما رأى كثرة المال الذي يَرِدُ إلى بيت المال، وكان ذلك سنة عشرين هجريّة، بعدما استشار أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأشاروا عليه بالدواوين، حيث تمّ البدء بإنشائها بتسجيل بني هاشم، ثمّ الأقرب فالأقرب من نبيّ الله. ثم تمّ تقديم السابقين إلى الإسلام، حتى وصل إلى الأنصار؛ فبدأ بأهل سعد بن معاذ، ثمّ الأقرب فالأقرب، كما فرض الأموال وسجّلها، حيث قدّم من شَهِد غزوة بدر من المهاجرين والأنصار، وكذلك فرض المال لمَن هاجر إلى الحبشة، ولأبناء من حَضر بدر، ولأمهات المؤمنين -رضي الله عنهنّ-، وللغلمان، ولكثيرٍ من المسلمين، حتى أنّه فرض المال لمَن لا أهل لهم من الأطفال، واعتنى بهم.


استشهاد عمر بن الخطّاب رضي الله عنه:

ورد أنّ الفاروق عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- قد طُعن من قِبل أبي لؤلؤة المجوسي غلام المغيرة بن شعبة عليه من الله ما يستحق، يوم الأربعاء، قبل انتهاء شهر ذي الحِجّة بثلاثة أيّامٍ، واستُشهد -رحمه الله- بعد ذلك بثلاثة أيّامٍ، حيث كان يُصلّي الفاروق الفجر بالمسلمين، فطُعن غَدْراً؛ فأخذ -رضي الله عنه- بيد عبدالرحمن بن عوف، وقدّمه للصلاة، وبعدما عَلِم أنّ مَن طعنه هو أبو لؤلؤة حَمد الله -تعالى- أنّه لم يُقتل على يد مُسلم. كما أنّه بعث ابنه عبدالله إلى أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- مُستأذّناً منها أن يُدفن بجانب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأبي بكر الصدّيق، فأذنت له بذلك، وتجدر الإشارة إلى أنّ الفاروق -رضي الله عنه- لم يستخلف أحداً بعده، بل أنّه ذكر أحقيّة عددٍ من الصحابة ممّن تُوفيّ النبيّ وهو راضٍ عنهم.

من أقواله العظيمة رضي الله عنه، والتي ينبغي أن تسطَّر بماء الذهب:

• قوله: "حرفة يُعاش بها خير مِن مسألة الناس."
• وقال: "إذا رأيتُم العالِمَ يحب الدنيا، فاتهموه على دينكم، فإن كلَّ مُحبٍّ يخوض فيما أحبَّ".
• وقال: "لو نادى منادٍ من السماء: أيها الناس، إنكم داخلون الجَنَّةَ كلكم أجمعون، إلا رجلًا واحدًا، لخشيتُ أن أكونه، ولو نادى منادٍ: أيها الناس، إنكم داخلون النار، إلا رجلًا واحدًا، لرجوتُ أن أكونه".
• وقال أيضًا: "لا تَنظُروا إلى صيام أحد، ولا إلى صلاته، ولكن انظروا مَن إذا حدَّث صدق، وإذا ائتُمن أدَّي، وإذا أشفى وَرِع".
• وقال: "حاسبوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبوا، فإنه أيسَر، وزِنُوا أنفسَكم قبل أن توزنوا، وتجهَّزوا للعرض الأكبر يوم تُعرضون لا تخفى منكم خافية".



هذا غيض من فيض من سيرة عمر ومواقفه وأقواله، فرضي الله عن عمر الفاروق، وعن جميعِ الصحابةِ والتابعين، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



khatm4-jpg.4778

douaakhir-jpg.4780
 
التعديل الأخير:
  • Love
  • أعجبني
التفاعلات: تيزيرة و الدوكاري

لا تنسى قوله تعالى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18]


كلمة المدير

جميع المواضيع والمشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى .

تواصل مع فريق العمل

  • Algeria, Palestine

  • t.me/techawzen

  • contact@techawzen.com

  • techawzen.com

عن منتديات تكاوزن العربية techawzen

تكاوزن، منتدى عربي يجمع محترفي التقنية، البرمجيات، الأمن السيبراني، أنظمة التشغيل، ومجتمع النخبة في المحتوى الحصري والدعم الفني.

تابعنا على المواقع الاجتماعية


إتصل بنا

 

أعلى

خيارات الاستايل

تلوين الاقسام
خلفية المنتدى
نوع الخط
جدول المنتديات
تمديد المنتدى
فصل الأقسام
إخفاء السايدبار
حجم الخط
الصورة الرمزية
بيانات العضو
إخفاء التواقيع

إرجاع خيارات الإستايل