• [قرار إداري] سيتم حذف جميع الأعضاء المسجلين الجدد الذين اختاروا تسمية عشوائية وليس لديهم صورة رمزية بعد 7 أيام.
  • [قرار إداري] يُمنع منعًا باتًا الرد بلغة غير العربية، أو بردود عشوائية، أو بالاكتفاء باقتباس الموضوع فقط. مخالفة ذلك قد تؤدي إلى حظر العضوية.
  • 👋 أهلاً وسهلاً بك أخي الزائر، يشرفنا انضمامك إلى مجتمعنا! التسجيل من هنا

قويدرغ

عضـو بـرونـزي
إنضم
23 مايو 2025
المشاركات
328
مستوى التفاعل
2,352
النقاط
1,220
الإقامة
بريطانيا
مجموع اﻻوسمة
2
الجنس
ذكر
المشاهدات: 18 | الردود: 4

JG8WkVQ.png


v2CIgCo.png

bkIpEGA.png


plat.jpg



أما بعد أعزائي الأعضاء ومرتادي منتدانا وزوارنا الأكارم :
هذه سلسلة من المقالات نتطرق فيها لفرقة ظهرت في تاريخنا الإسلامي ونشرح أفكارها ومعتقدها الفاسد بالدليل ومن خلال ما قاله علماؤنا رحمهم الله الذي ردوا على كل شبهة وادعاء من هذه الفرقة التي كانت تشبه في بدايتها ما يعرف اليوم بالمعارضة السياسية لتتحول فيما بعد إلا فرقة دينية عقدية مبتدعة زادت في دين الله ما ليس فيه وأنكرت منه ما هو معلوم بالقرآن والسنة كما سنرى بالتفصيل إن شاء الله.

485762973_1104572755018451_8059235380788758172_n.jpg

الولاية عند الشيعة الإمامية جُعلت أصلاً من أصول الإسلام وجزءاً أساسيا من عقيدته، محتجين بأنه ليس في الإسـلام أمراً أهـم من تعيين الإمام، ولم يكن للنبي – حسب زعمهم – أن يفارق الدنيا قبل أن يحسم هذا الأمر، ذلك أن الإمامة نص من الله تعالى وهي ليست بالاختيار والشورى بين أهل الحل والعقد كما هي عند أهل السنة والجماعة.

فبينما يتبع أهل السنة والجماعة خمسة أركان هي الشهادتان والصلاة والزكاة والصوم والحج، تختلف أركان الإسلام عند الشيعة باختلاف الطوائف لديهم؛ فيتبع الإثنا عشرية ستة أركان هي: الشهادتان، الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج، ثم الولاية، بينما يتبع الإسماعيلية سبعة أركان، وهي الولاية، والطهارة، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد. وما يهم موضوعنا هم الشيعة الإثنا عشرية.

وتنقسم الولاية عند الشيعة بشكل رئيسي إلى نوعين: الولاية التكوينية، وهي السلطة والتصرف في عالم الوجود بإذن الله، والولاية التشريعية، وهي السلطة المتمثلة في قيادة الأمة وإقامة أحكام الشريعة، والتي قد تتجسد في ولاية الفقيه أو ولاية الأنبياء والأئمة.

ولن نخوض في تفاصيل ذلك التصنيف لأنه لا طائل من ورائه وإنما سنتطرق للمعتقد العام، فمن المسلم به أن تخبط الرافضة وتناقضهم صفة رئيسية لدينهم، فمن شدة تخبطهم تجد ان بعضهم يناقض نفسه ويعارض أقواله وكل قول له يتبرأ من الآخر، ولا عجب فهذه ميزتهم ليميز الله الخبيث من الطيب، وليفضح الله الذين يصنعون دينهم بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله، وتخبطهم الشديد واضطرابهم المفجع قد ألقى بهم في ظلمات الشرك الأكبر من حيث يعلمون او لا يعلمون وهذا ما سنأتي عليه ان شاء الله.

يقول بعض علماءهم أن الله قد قرن ولاية أئمتهم بولايته سبحانه فقال بأن ذلك يدل على ان ولايتهم في عرض ولاية الله، وقال بعضهم بأن ولاية الأئمة في طول ولاية الله وليس في عرضها، فأجابهم البعض أن القول بكون ولايتهم في عرض ولاية الله شرك لما فيه من إطلاق الولاية لهم على حد مساوٍ لولاية الله، والقول بكون ولايتهم طول ولاية الله يلزم منه حصر ولاية الله التي لا حصر لها.

كما يزعم الشيعة أن عدد الأئمة المنصوص على إمامتهم اثني عشر إماما، لكن التبرير الذي يسوقونه للتعيين يتناقض مع مبدأ العدد المحدود، فإن كان الدين لا تقوم له قائمة بغير الإمام المعين فمن الطبيعي أن نسأل ما مصير الدين بعد انقضاء زمن الأئمة المعينين؟ هذا التساؤل المحق لا يمكن أن يجاب عليه بطريقة منطقية مقنعة إلا بالاعتراف بسقوط مبدأ التعيين من أساسه.
وقد لجأ علماء الشيعة عبر تاريخهم إلى لي أعناق الآيات واستخدام بعض النصوص القرآنية وتكييفها بما يناسب فكرتهم المتعلقة بعقيدة الإمامة وعصمة الأئمة، ومن ذلك:


2-124.png

1- دليلهم الأول قوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ (البقرة 124).
حاول الشيعة الاستدلال بهذه الآية على أن إمامهم لا يكون إلا معصوماً، لأن الله تعالى – بحسب زعمهم – لا يعطي عهده لظالم الذي هو الإمامة أي الإمامة العظمى، وغير المعصوم لا بد وأنه ظالم لنفسه ولغيره والله سبحانه عصم اثنين أن يسجدا لصنم وهما محمد وعلي رضي الله عنه، فنال محمدٌ الرسالة وعليٌ الإمامة!!! (تلخيص الشافي، ج 1/ قسم 2/253 – والطبرسي، مجمع البيان، ج1/457.)

ولا وجه لتفسير قول نبي الله إبراهيم عليه السلام بما ذهب إليه الإمامية، والآية لا علاقة لها بفكرة الإمامة بالمعنى الذي أرادوا، لأن كل من التزم أمر الله تعالى ودعا إلى دينه واقتدى به الناس فهو إمام في الدين، ولا وجه لحصر هذا المفهوم بعلي بن أبي طالب وبالأئمة الاثني عشر حيث لا ذكر لهم صراحة ولا ضمنا في الآية ولا في غيرها في القرآن الكريم.

إن الرسالة لمحمد -صلى الله عليه وسلم- لا يختلف على ذلك اثنان، فقد نزلت عليه وأمره الله تعالى بتبليغها، أما الولاية لعلي -رضي الله عنه- فلا يوجد آية واحدة تذكر ذلك صراحة ولا إشارة، وكل آية يوردها علماء الشيعة بهذا الخصوص إنما يفسرونها بحسب تصورهم لا بحسب أصول تفسير الكتاب، وهم بذلك يصدق فيهم قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ ‌زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ﴾ (آل عمران 7)، أي ما تشابه من الكتاب بما يعتقدون، بأن يأخذ كلمة أو اثنتين من آية ثم يعطونها معنى ثم يبنون على المعنى تصورا ومعتقدا.

5-55.png

2- دليلهم الثاني قال تعالى : ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ [المائدة:55] ،، استدل الشيعة بهذه الآية الكريمة على أحقية علي بالإمامة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم حيث اعتبروا أن هذه الآية تدل على شرعية إمامة علي رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم (الطبرسي، مجمع البيان ، ج2 /182) وقد ادعوا الإجماع على ذلك، يقول ابن المطهر الحلي: "اتفق المفسرون والمحدثون من العامة والخاصة أنها نزلت في علي لما تصدق على المسكين بمحضر من الصحابة…" (ابن المطهر الحلي، منهاج الكرامة، ص147).

والحق أن هذه الآية لا تثبت شيئاً مما يدعيه الشيعة، لأنها تخاطب مجموع المؤمنين وليس علياً على وجه الخصوص، فإن كان معنى الولي هو الإمام صار معنى الآية هكذا: (إنما إمامكم الله..) فهل يرتضي الرافضة هذا التفسير؟ هل موضوع الآية متعلق بالولاية -بفتح الواو- بمعنى الولاء والنصرة؟ أم بكسرها بمعنى الإمامة؟

أما استدلالهم بقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ [المائدة:55]، فهو استدلال عقيم ناتج عن جهلهم المركب؛ فهل يعقل ألا نقيم الصلاة إلا أثناء الركوع؟ ولا نؤتي الزكاة إلا أثناء الركوع؟ هل هذا من فقه الشيعة في الزكاة؟ هل يؤدي الرافضة الزكاة وهم راكعون؟ هل يعدون الأموال التي ينفقونها أثناء ركوعهم؟ وهل يدخلون في الصلاة وهم راكعون فتصير تكبيرة التحريم للدخول في الصلاة بعد الركوع؟

هذه الآية يسميها الشيعة "آية الوِلاية" بكسر الواو، وهو خطأ، والصحيح بفتح الواو، وسياق الآية يناسب هذا التنبيه؛ لأن السياق متعلق بمودة المؤمنين ومؤازرتهم لا بموضوع الإمامة.


ما زلنا نطالب بنص جلي واضح يليق بما يعتبرونه أصلاً من أصول الدين أهم من الصلاة والصيام، ولا يقوم الدين إلا به، ولا يقبل العمل إلا معه. وهيهات أن يجدوه.

لقد قال تعالى قبل هذه الآية للمؤمنين: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [المائدة:51]، إلى قوله: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ [المائدة:55] ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾[المائدة 55 - 56]، وقال: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [سورة التوبة 71].
فأثبت الموالاة بينهم، وأمر بموالاتهم، والرافضة تتبرأ منهم ولا تتولاهم، وأصل الموالاة المحبة، وأصل المعاداة البغض وهم يبغضونهم ولا يحبونهم.
أما الرواية التي تحكي أن علياً أدى الزكاة وهو راكع؛ فهيئة مثيرة للتعجب والغرابة أن يعطي المزكي زكاته وهو راكع، ولِمَ لا يعطيها وهو ساجد؟؟!!!
قال الهيثمي في مجمع الزوائد [7/17]: "فيه من لم أعرفهم"، وهذا اصطلاح يشير به إلى أن في الرواية مجاهيل.
قال ابن كثير: "رواه ابن مردويه من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعمار بن ياسر وليس يصح منها شيء بالكلية، لضعف أسانيدها وجهالة رجالها" [تفسير ابن كثير 3/130].وقال الطبراني في المعجم الأوسط [6/218]: "تفرد به خالد بن يزيد".

والذي زعم أنها نزلت في علي هو الثعلبي، وهو الملقب بحاطب الليل؛ لأنه لا يميز الصحيح من الضعيف، وأكثر رواياته عن الكلبي عن أبي صالح، وهو عند أهل العلم من أوهى ما يروى في التفسير.
قال ابن حجر العسقلاني: "رواه الطبراني في الأوسط في ترجمة محمد بن علي الصائغ، وعند ابن مردويه من حديث عمار بن ياسر قال: وقف بعلي سائل وهو واقف في صلاته… الحديث. وفي إسناده خالد بن يزيد العمر وهو متروك، ورواه الثعلبي من حديث أبي ذر مطولا وإسناده ساقط" [الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف لابن حجر العسقلاني، هامش الكشاف 1/649].
فلا يمكن أن يبنى ركن الإمامة على هذه الآثار الضعيفة.


سبب نزول الآية:

الآية نزلت في عبادة بن الصامت حين تبرأ من حلفه السابق مع اليهود لما أعلن اليهود الحرب عليه. فقد روى ابن جرير أنها نزلت في عبادة بن الصامت لما حاربت بنو قينقاع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشى إليهم عبادة، وكان أحد بني عوف بن الخزرج، فخلصهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلفهم، وقال: أتولى الله ورسوله والمؤمنين وأبرأ من حلف الكفار وولايتهم" (تفسير الطبري 6/288 وتفسير ابن كثير 2/71).
وفيه السائب بن محمد الكلبي والضحاك عن ابن عباس ولم يصح لأن الضحاك لم يثبت أنه التقى ابن عباس.
وقد وضع بعض الكذابين حديثاً مفترىً أنَّ هذه الآية نزلت في "علي" لما تصدق بخاتمه في الصلاة!! وهذا كذبٌ بإجماعِ أهل العلم بالنقل، وكَذِبُه بَيِّنٌ مِن وجوهٍ كثيرةٍ، منها أنَّ قوله ﴿الذين﴾ صيغة جمع و"عليٌّ" واحدٌ.
ومنها أنه لو كان إيتاؤها في الصلاة حسناً لم يكن فرقٌ بين حال الركوع وغير حال الركوع، بل إيتاؤها في القيام والقعود أمكن. ومنها: أن "عليّاً" لم يكن عليه زكاةٌ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنها: أنه لم يكن له أيضا خاتمٌ، ولا كانوا يلبسون الخواتم حتى كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً إلى كسرى، فقيل له: إنهم لا يقبلون كتاباً إلا مختوماً؛ فاتخذ خاتماً مِن ورِق ونقش فيها (محمَّدٌ رسولُ الله).


sddefault.jpg

3- قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ ‌الرِّجْسَ ‌أَهْلَ ‌الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ (الأحزاب: 33)

زعم الشيعة أن لفظ أهل البيت في الآية مقصور على النبي عليه الصلاة والسلام وعلى علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين ليصلوا بعد ذلك إلى أن الأئمة معصومين من جميع القبائح بحسب منطوق واستدلال الآية السالفة، فالآية تقتضي المدح والتعظيم في ثبوت عصمة آل البيت ومنهم الأئمة من جميع القبائح والذنوب والخطايا. (الطبرسي، مجمع البيان، ج1/50).
وقال عالمهم كمال الحيدري وهو من المعاصرين الأحياء متحديا "لماذا ذُكر الضمير في قوله تعالى (عنكم) ولم يقل (عنكن) ان كانت الآية مختصة بنساء النبي؟ "

والجواب من قول خير من أوتي جوامع الكلم وخير البلغاء وأفصحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف الذي أورده الامام مسلم في صحيحه[ج4/ص147 ] "قَالَ أَنَسٌ وَشَهِدْتُ وَلِيمَةَ زَيْنَبَ فَأَشْبَعَ النَّاسَ خُبْزًا وَلَحْمًا وَكَانَ يَبْعَثُنِى فَأَدْعُو النَّاسَ فَلَمَّا فَرَغَ قَامَ وَتَبِعْتُهُ فَتَخَلَّفَ رَجُلاَنِ اسْتَأْنَسَ بِهِمَا الْحَدِيثُ لَمْ يَخْرُجَا فَجَعَلَ يَمُرُّ عَلَى نِسَائِهِ فَيُسَلِّمُ عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ « سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَيْفَ أَنْتُمْ يَا أَهْلَ الْبَيْتِ ».فَيَقُولُونَ بِخَيْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ فَيَقُولُ «بِخَيْرٍ ».
فنجد في الحديث أن لفظ (الأهل) قد تأخر عن الضمير المذكر (أنتم) كما في آية التطهير، وهذا يدل على ان الاعتبار بإشارة الضمير للفظ (الأهل) سواء تقدم لفظ (الأهل) عن الضمير أو تأخر كما في الآية والحديث، ثم إنهن خوطبن بالمؤنث في جملة أخرى مستقلة غير الجملة المحتوية على كلمة أهل فحين خوطبن بكونهن أهلا جاء الخطاب مذكرا، ونشاهد هنا اختلاف الجمل في قوله تعالى:"وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ " وقوله تعالى: "قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ"

فالآية لا علاقة لها بعلي وأبنائه أصلا، يقول ابن عاشور: “أهل البيت: أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، والخطاب موجه إليهن وكذلك ما قبله وما بعده لا يخالط أحدا شك في ذلك، ولم يفهم منها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون إلا أن أزواج النبي عليه الصلاة والسلام هن المراد بذلك وأن النزول في شأنهن” (تفسير ابن عاشور 22/14-15)

ويقول الشنقيطي في (أضواء البيان 6/238): “وقد تلقف الشيعة حديث الكساء فغصبوا وصف أهل البيت وقصروه على فاطمة وزوجها وابنيهما عليهم الرضوان، وزعموا أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لسن من أهل البيت

ومن الأدلة على ذلك ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الصحيحين " عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ قُلْتُ لِلأَسْوَدِ هَلْ سَأَلْتَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَمَّا يُكْرَهُ أَنْ يُنْتَبَذَ فِيهِ قَالَ نَعَمْ. قُلْتُ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرِينِى عَمَّا نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يُنْتَبَذَ فِيهِ. قَالَتْ نَهَانَا أَهْلَ الْبَيْتِ أَنْ نَنْتَبِذَ في الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ." (صحيح مسلم [6 /93]، صحيح البخاري [17 /305])

وكذلك ما روته أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها حين قَالَتْ: في بيتي أُنْزِلَتْ (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) قَالَتْ: فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى فَاطِمَةَ وَعَلِىٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ فَقَالَ:« هَؤُلاَءِ أَهْلُ بيتي». وَفِى حَدِيثِ القاضي وَالسُّلَمِىُّ: «هَؤُلاَءِ أهلي». قَالَتْ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا أَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ؟ قَالَ: بَلَى إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى...قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (أي الحاكم النيسابوري، صاحب المستدرك): هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ سَنَدُهُ، ثِقَاتٌ رُوَاتُهُ. [السنن الكبرى للبيهقي وفي ذيله الجوهر النقي - (ج 2 / ص 150) ]

وكما يظهر من الرواية فهو استفهام استنكاري من أم سلمة يدل على أنها تعلم جيدا بأنها من أهل البيت فلم تنكر ذلك ولم ينكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك بل أقره بوضوح.

فسياق الآية التي يعتبرونها حجتهم الدامغة على كونها في علي وفاطمة وأبناءهما دون غيرهم جاءت كما يلي: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا. وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ ‌الرِّجْسَ ‌أَهْلَ ‌الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا. وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا﴾ (الأحزاب: 32-34)

ولإبطال دلالة الآية على أزواج النبي كان لا بد من اختراع أحاديث تبطل ذلك في أذهان الأتباع، فاخترع الكثير منها كحديث الكساء الذي ترويه كتب الشيعة وأهل السنة على السواء فقد روى الإمام أحمد في مسنده قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي، عن شداد أبي عمار، قال: دخلت على واثلة بن الأسقع، وعنده قوم، فذكروا عليا، فلما قاموا قال لي: ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى، قال: أتيت فاطمة رضي الله تعالى عنها أسألها عن علي، قالت: توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجلست أنتظره حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي وحسن وحسين رضي الله تعالى عنهم، آخذ كل واحد منهما بيده، حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة، فأجلسهما بين يديه، وأجلس حسنا، وحسينا كل واحد منهما على فخذه، ثم لف عليهم ثوبه – أو قال: كساء – ثم تلا هذه الآية: ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ‌ويطهركم ‌تطهيرا﴾ [الأحزاب: 33] وقال:” اللهم هؤلاء أهل بيتي، وأهل بيتي أحق “. (مسند أحمد – 28/195 ط. الرسالة)

وورد عن عكرمة عن ابن عباس: في قوله تعالى إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ قال: نزلت في نساء -النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال عكرمة: من شاء بَاهَلتُه، أنها نزلت في نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- خاصة.

فهذا عكرمة مولى ابن عباس والذي عاش في زمن أقحاح العرب وفصحاءهم تحدى من يقول أنه ليست في نساء النبي صلى الله عليه وسلم لدرجة المباهلة وهي أقصى درجات الإثبات أو النفي من المباهل المقابل ولم يجد من يباهله لأن الجميع كان يعلم يقينا صدق قوله و هي حجة (أهل البيوت) والقصة لا يوردها الرافضة لأنها تفضح ادعاءهم


6aArckS.png
 
التعديل الأخير:

النوميدي

مؤسس تكاوزن
عضوية موثوقة
إنضم
28 أكتوبر 2022
المشاركات
7,021
مستوى التفاعل
46,513
النقاط
6,070
الإقامة
أرض الله
الموقع الالكتروني
🔗
الولاية عند الرافضة معناها الإمامة والوصاية لعلي رضي الله عنه بعد النبي ﷺ،
ويجعلونها أصلاً من الدين. يستدلون بآيات مثل: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ...}، {بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ}،
وآية الغدير، لكن كلها مؤولة أو مبنية على روايات ضعيفة.
الولاية في القرآن معناها المحبة والنصرة لا الخلافة، وآياته لم تذكر إمامة علي صراحة،ولو كانت الإمامة أصلاً لبيّنها الله بوضوح.
الخلافة عند أهل السنة شورى بين المسلمين، كما وقع مع الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم.
 

الداعية أبوعبدالله

المراقب العام
عضوية موثوقة
نجـم تكـاوزن
إنضم
5 نوفمبر 2022
المشاركات
2,114
مستوى التفاعل
14,293
النقاط
4,170
الإقامة
CH
الموقع الالكتروني
🔗
مجموع اﻻوسمة
3
الجنس
ذكر
الولاية عند الرافضة معناها الإمامة والوصاية لعلي رضي الله عنه بعد النبي ﷺ،
ويجعلونها أصلاً من الدين. يستدلون بآيات مثل: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ...}، {بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ}،
وآية الغدير، لكن كلها مؤولة أو مبنية على روايات ضعيفة.
الولاية في القرآن معناها المحبة والنصرة لا الخلافة، وآياته لم تذكر إمامة علي صراحة،ولو كانت الإمامة أصلاً لبيّنها الله بوضوح.
الخلافة عند أهل السنة شورى بين المسلمين، كما وقع مع الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم.
أولا بارك الله فيك اخوي الغالي

قويدر

موضوع مميز ومهم لإيضاح منهج وعقيدة الروافض , ولن أضيف أكثر لان اخوي سليم كفى ووفى بالرد الشافي الكامل المختصر

تحياتي وتقديري
 

لا تنسى قوله تعالى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18]


كلمة المدير

جميع المواضيع والمشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى .

تواصل مع فريق العمل

  • Algeria, Palestine

  • t.me/techawzen

  • contact@techawzen.com

  • techawzen.com

عن منتديات تكاوزن العربية techawzen

تكاوزن، منتدى عربي يجمع محترفي التقنية، البرمجيات، الأمن السيبراني، أنظمة التشغيل، ومجتمع النخبة في المحتوى الحصري والدعم الفني.

تابعنا على المواقع الاجتماعية


إتصل بنا

 

أعلى

خيارات الاستايل

تلوين الاقسام
خلفية المنتدى
نوع الخط
جدول المنتديات
تمديد المنتدى
فصل الأقسام
إخفاء السايدبار
حجم الخط
الصورة الرمزية
بيانات العضو
إخفاء التواقيع

إرجاع خيارات الإستايل